شهدت مدينة الطينة السودانية، التي تقع على الحدود مع تشاد وتبعد حوالي 400 كيلومتر عن الفاشر، ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد النازحين الفارين من الفاشر ومناطق أخرى في السودان. هذا الوضع يعكس التحديات الإنسانية المتزايدة التي تواجهها المنطقة في ظل الظروف الراهنة.
وأفاد أحد أعضاء غرفة الطوارئ الإنسانية في الطينة بأن تدفق النازحين من الفاشر مستمر بشكل متزايد، مشيرًا إلى عدم توفر إحصاءات دقيقة حول الأعداد حتى الآن. هذا الأمر يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتوفير الدعم والمساعدة للمتضررين.
في سياق متصل، قامت غرفة الطوارئ بتكثيف جهودها لتقديم المساعدات، حيث توفر وجبات غذائية يومية للمقيمين في مراكز الإيواء، بالإضافة إلى توزيع مياه الشرب. كما تلقت الغرفة دعمًا من بعض المنظمات والأفراد الخيريين، مما ساهم في تعزيز أنشطتها الإنسانية في المدينة.
وتمت الدعوة إلى المنظمات الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الإغاثية وتوفير الغذاء تلبيةً لاحتياجات النازحين الجدد الذين من المتوقع وصولهم في الفترة المقبلة.
قال مزمل عبدالرحمن سعيد، أحد النازحين من مدينة الفاشر إنه وصل إلى الطينة السودانية مع أسرته بعد أن قضوا 20 يوماً في الطريق، تعرضوا خلالها للضرب والنهب من عدة مجموعات مسلحة قبلية، خصوصاً بين كبكابية ومدينة الطينة.
أشار مزمل إلى أن السفر يعد مكلفاً جداً وله عواقب وخيمة، حيث يتعرض المسافر للشتم والإهانة عند البوابات، بالإضافة إلى عملية التفتيش الدقيقة وفحص الهوية.
وأضاف: “انطلقنا من الفاشر من حي تمباسي بعد وفاة العشرات من الجيران جراء سقوط عدة قذائف في الحي بعد المعارك الشرسة التي وقعت في العاشر من أغسطس الماضي”.
وأشار مزمل إلى أنه شاهد العديد من القتلى والجرحى المدنيين أمامه، مما جعله يضطر لحجز سيارة مع ثلاث أسر أخرى لنقلهم إلى بلدة طويلة غرب الفاشر، ثم السفر إلى روكرو في جبل مرة، ومن ثم التوجه شمالاً إلى بلدة كبكابية. استغرقت الرحلة خمسة أيام، حيث قضوا حوالي 15 يوماً في الطريق بين كبكابية والطينة بتكلفة مالية تصل إلى مليون و500 ألف جنيه سوداني لكل أسرة.
وحسب ما ذكر مزمل، فإنه سيتعين عليه البقاء في الطينة السودانية الواقعة على الحدود حتى انتهاء فصل الخريف، ثم سيتجه إلى دولة ليبيا عبر تشاد.
يعيش مزمل في مركز إيواء المهاجرين وسط المدينة، حيث يتجاوز عدد النازحين هناك 107 أسر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن الذين فروا بعد معارك الصحراء في مناطق أم بعار واروري، وبعض النازحين من مدينة الفاشر.
تُعَدُّ بلدة الطينة السودانية التي تقع على الحدود مع تشاد من أبرز المواقع التجارية والنقاط التي تدخل منها قوافل الإغاثة إلى إقليم دارفور.