مقالات رأي

السفير عبد الله الأزرق يكتب: هكذا يُكَبّلُون بنك السودان.. سعادة الفريق ياسر (1)

حين تطلب فتح حساب مصرفي – وفقاً لتجربتي في كل البلاد التي عملت بها – يسألك البنك:
(1) عن طبيعة عملك.
(2) وعن دخلك شهري.
أما إن كنت تشغل منصباً مهماً سواء في بلد المصرف، أو من بلاد أخرى (دبلوماسي مثلاً) فلن يفتح لك المصرف حساباً ( في بعض البلاد ) ألاّ بعد موافقة ما تسمى (لجنة الامتثال) Compliance Committee في رئاسة البنك المركزي في ذلك البلد.
وتتولى (لجنة الامتثال) دراسة حالتك وتاريخك، وممتلكاتك، واحترامك للقوانين، ومعرفة ما إذا كانت بلدك خاضعة لعقوبات؛ حتى تتأكد من نصاعة صحيفتك.
وتطبق معايير الامتثال على المواطنين ذوي المناصب، وكذلك على الأجانب المقيمين.

بكل أسف لم نسمع أن معاييراً صارمة تُطبق على المسؤولين في بلدنا بصدد الحسابات المصرفية. هذا من قديم.. أما بعد (الثورة المجيدة) فأصبحت حالنا حال: (عمياء وسايقاها مجنونة).
وهذا الحال أتاح لأولاد دقلو تملك ما يشاءون.. أحدهم نائب رئيس مجلس السيادة، والآخر متنفذ (حُمْرَة عين).

ورغم جهل أولاد دقلو، لكن ذكاءهم الفطري دلّهم على الاستعانة بذوي الخبرات والمستشارين.. وعمل هؤلاء على التغطية على أعمالهم وضروب نشاطهم.

وللتحوط ولفت الانتباه بعيداً عنهم، عمد أولاد دقلو لاستخدام أشخاص يثقون فيهم، وشركات وواجهات، لتملك أسهم البنوك وشراء مؤسسات.

فمعروف أنهم يمتلكون أكبر أسهم بنك الخليج، ولهم أسهم راجحة في بنك الثروة الحيوانية؛ هذا إضافة لمؤسسات وشركات عديدة في قطاعات النفط والتعدين وغيرها.
ولإحكام سيطرتهم، عيّن حميدتي كثيرين في وظائف مفصلية في تلك المصارف والمؤسسات، بما في ذلك البنك المركزي (بنك السودان) . وربّما بسط يده بالمال الحرام لكثيرين، وفقاً لما هو شائع من أفعاله. فأصبحت كلمته نافذة حتى يومنا هذا.

وجراء ذلك النفوذ لأولاد دقلو، وسيطرة يساريين وقحاتة موالين لهم على مناصب هامة في مرافق هامة مثل بنك السودان، وقع فساد وإفساد، مع تدني الخبرات والمؤهلات، وتدهورت أحوالنا الاقتصادية. فانحط الناتج القومي الإجمالي GDP من 117 مليار دولار آخر عام 2018 إلى 28 مليار دولار في أواخر 2023.

وكان ذلك الانحطاط ثمرة طبيعية من أمثال أولئك.. كأنه تطبيق لكلام سيدنا المسيح وهو يُحَذّرُ من الأنبياء الكَذَبَة:
“مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. يأتونكم في ثياب الحملان، ولكنهم حقيقةً ذئاب ضاريةً. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا؟” (مت 7: 16).
‏”Beware of false prophets, who come to you in sheep’s clothing but inwardly are ravenous wolves. You will recognize them by their fruits. Are grapes gathered from thornbushes, or figs from thistles? “

وقبل أن أمضي قدماً في هذا المقال، أجدني مديناً بالاعتذار للأستاذ صلاح الشيخ، نائب المحافظ، فقد خلطت في مقالي السابق بين اسمه وآخر يُشابه اسمه.. لك العتبي حتى ترضى سيدي.

ويجدر أن أشير هنا إلى أن أولاد دقلو يعتمدون في إدارة مالهم على مصطفى عبد النبي (الملقب بالبروف) مسؤول إدارتهم المالية؛ والذي كان هو نفسه نائباً لمدير إدارة ببنك السودان وانتُدِبَ للعمل مع حميدتي مباشرةً.

وعينه حميدتي رئيساً لمجلس إدارة بنك الخليج، المملوك لأولاد دقلو!!!

أما محافظ البنك فقد رفعه صديقه المحافظ الأسبق جنقول وحميدتي بتأثير من مصطفى عبد النبي.. وبعد أن أصبح محافظاً غدا نفوذ حميدتي عبر عبد النبي قوياً في البنك المركزي.
وعُرف عن المحافظ تنمّره.. ولأسباب أخرى نفاه المحافظ الأسبق المرحوم حازم لخارج البنك؛ وكان تعيينه محافظاً مثار دهشة زملائه!!!
ورغم أن بالبنك المركزي كفاءات نادرة إلاّ أن المحافظ يهمشهم ويدير البنك عبر موظفي مكتبه وطائفة قرّبها؛ وهم من بيدهم أزِمّة الأمور، ويقاومون كل تغيير . وفي أروقة البنك يتحدثون عن أنّ هذه الشلّة الجنجويدية / القحاتية هي التي تُكبل البنك. وبما أنكم جأرْتُم بالشكوى منهم ، فالواجب سعادة الفريق الحزم ليلقى المكبّلون جزاءهم . شَرّد بهم من خلفهم ؛ وضيق الأرض عليهم ، حتى يصير هاربهم إذا رأى غَيْرَ شيئٍ ، ظَنّهُ ياسر العطا .

📍السفير عبد الله الأزرق
————————————
13 أبريل 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى