مقالات رأي

السفير عبد الله الأزرق يكتب: مؤامرة إجهاض المقاومة الشعبية

كان للقاء الذي ضم حميدتي وذراعه السياسي قحت الذي تمخض عنه ما سُمّي (إعلان أديس أبابا) فوائد.

وكانت قحت تجتهد في مواراة دعمها للمليشيا المتمردة، وتجتهد في تبرير فظائعها، بما في ذلك احتلال منازل المواطنين، كما صرحت زينب المهدي.

ولكن إعلان أديس صرّح عن شراكة واندماج علني بين الطرفين؛ شرعن للمليشيا احتلالها للمنازل والمرافق العامة، ولم يُدِن شيئاً من انتهاكاتها. وبموجب الإعلان، فإنه لم يعد بعد طرفان، بل هما جسم واحد، يريد أن يتحدث موحداً ويفاوض موحداً؛ للوصول لتسوية تتجاوز كل ما أجرموا، يظنون أن هذا سبيل إعادتهم لحكم السودان.

وليس خافياً أن الذي جعلهم يُهرعون للقاء أديس هو الهبة الشعبية المسماة المقاومة الشعبية.

أخافت هذه الهبة رعاتهم في الخليج وفي الغرب.وما لقاؤهم، والضغوط التي يصبها رعاتهم على البرهان للقاء حميدتي وشركائه إلّا مسعى لإجهاض المقاومة الشعبية “وتنفيسها”!!كاتبني جنرال كبير بالمعاش يبدي عدم رضاه عن المقاومة الشعبية وتسليحها بمبررات واهية!!وحقيقةً لم أجد سبباً لما قاله إلّا الغيرة المهنية.. يضيق بتوزيع السلاح على (الملكية) رغم الظرف الاستثنائي الذي تمر به مجريات الحرب مع المليشيا.

وحقيقةً لا ينكر إلّا مكابر تضحيات الجيش في هذه الحرب.ويكفي استشهاد العديد من جنوده، بل استشهاد ضباط برتبة لواء دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره. ولكن الجيوش – كل الجيوش – تحتاج للإسناد والمؤازرة، خاصة من حاضنتها الشعبية.وليس غريباً طلبه للدعم من (الملكية).

وكما أعلم وتعلمون، لم يكن المناضل الثوري تشي جيڤارا إلّا طبيباً..وتعلمون أن سلجوق بيرقدار مهندس موهوب وهو الذي صمّم مسيرة بيرقدار الحربية التي طبقت شهرتها الآفاق.ووجدت أن خير من يحدثك في الاستراتيجية هو دكتور غازي عتباني، الذي كان بروفسر في الطب في جامعة الخرطوم.وهل كان مليس زناوي الذي هزم الجنرال منقستو هايلي مريام إلّا طبيباً؟! لم يتخرج أي من هؤلاء من سانت هيرست أو أي كلية حربية.

كانوا مدنيين (ملكية) لكنهم ذوو معرفة أو إسهامات في الحروب والعسكرية.

وها هي اسرائيل استدعت الاحتياط المكون كله من مدنيين بعد أسبوع واحد من اندلاع حربها في غزة.

وقد وجدت أن صغار الضباط ورتبهم الوسيطة هي الأشد حماساً وسروراً بالمقاومة الشعبية.ولكن بعض كبار الضباط يضيقون بها ذرعاً، ويختلقون المبررات لعدم تسليحها!!وهذا موقف معيب وخاطئ.

وقد فضح استيلاء المليشيا على أسلحة جديدة في مدني، بعد أن رفض كبار الضباط تسليح المقاومة الشعبية خطأ تقديرات هؤلاء الضباط الكبار.

وفي داخلنا، عناصر قحت تتآمر مع المليشيا، وتمدّه بالمعلومات عن كل ثغرة في الصف السوداني؛ ليسهلوا اختراقهم؛ وثبتت عمالتهم للمليشيا في الخرطوم وفي مدني وغيرهما.

وهؤلاء يرون في المقاومة الشعبية عقبة كؤود، وهي بالفعل حائط صد منيع.

أما ثالثة الأثافي والطامة الكبرى على المقاومة الشعبية فستأتي من قبل المساعي الخبيثة المسماة التفاوض.

وهذه مساعٍ وضغوط خارجية متآمرة تهدف للإجهاز على المقاومة الشعبية، وترك الجيش رهواً ساكناً وبلا معين.. ثم إرجاع القتلة المغتصبين وجناحهم المتآمر العميل لحكم السودان كرةً أخرى!! وخيراً فعل الأبطال الذين اشتروا آلاف الأسلحة ووزعوها على الجماهير، بما فيها مدافع قاتلة؛ ولكن هذا الجهد العظيم يحتاج لحراسة وعين يقظة، وأعتقد أنها موجودة.

ما من سبيل غير هذه المقاومة الشعبية لحراسة السودان..وأمام تآمر الدول علينا ودعمهم للمليشيا وقحت، لا سبيل إلّا تجييش الشعب في هذه المقاومة الشعبية؛ فعبرها نخوض حرب تحرير من غزاة أجانب لا حدود لعدوانهم وشرهم.

المؤامرة على السودان جِد كبيرة .

فحيّا الله الرجال .

📍السفير عبد الله الأزرق

————————————

4 ديسمبر 2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى