1- ما لا يريد أن يستوعبه الكثير من المراقبين والمتابعين والمهتمين بالشأن السوداني أن الكذب الصراح الذي ينتهجه كل مستشاري قوات الجنجويد وكل وسائل أعلامهم هي سياسة منهجية معتمد لديهم يرمون من ورائها لتحقيق هدف رئيسي وهو تضليل شباب القبائل العربية داخل وخارج السودان، خاصة وهم يروجون لهم أننا “استلمنا” الخرطوم، ولم يتبقى لنا إلا القليل من الجيوب التي ما زالت في يد الفلول والكيزان مثل “القيادة العامة” المحاصرة بشكل كامل، وأن البرهان يعيش في “البيدروم” تحت الارض وأن العمارات الكبيرة والجملية ستكون من نصيب المقاتلين حتى وإن قتلوا في المعارك.
2- لذات السبب يركز إعلام الجنجويد بشكل قوي على الفيديوهات “والليفات” والدعاية الإعلامية المضللة، ليعلنوا من خلالها انتصاراتهم الزائفة حتى لا ينقطع سيل المناصرين المتدفقين من مضارب العربان داخل وخارج السودان لجمع غنائم الخرطوم سهلة المنال عالية القيمة، وقد شاهدتها رأي العين عند أقرانهم في مضاربهم.
3- يركز تضليلهم الإعلامي على اقتراب أجل استلامهم للخرطوم، وأن كل ما فيها هي غنائم حلال على المقاتلين فهي أموال فلول وكيزان منهوبة من الدولة السودانية، ومن ضمن غنائم الخرطوم نسائها وبناتها كسبايا، “ملك يمين”، وعماراتها ومنازلها بكل ما فيها من أملاك واثاث ومغتنيات، وكل أسواقها بما فيها من بضائع، ومصانعها بكل ما فيها من ماكينات ومنتجات ومواد خام، وسياراتها من أعلى سيارة خاصة او عامة وحتى الركشات والمواتر.
4- تركز دعايتهم الإعلامية المضللة على أن حميدتي ما زال حياً وأنه سيصبح رئيساً للسودان من خلال الحرب او المفاوضات السياسية وهذه فرضية يؤكدون عليها لشباب القبائل العربية باستمرار.
5- ظلت قيادة قوات الجنجويد ومنذ إنشاءها تستخدم المخدرات وحبوب الهلوسة والمسكرات بصورة راتبة في سبيل تعطيل عقول الشباب من فضيلة التفكير.
6- استخدمت قيادة قوات الجنجويد إثارة حماسة شباب القبائل العربية باشانة سمعة قبائلهم وأسرهم إذا هم جبنوا من قتال الفلول والكيزان في الخرطوم.
7- كما استخدمت قيادة هذه القوات المال كواحد من أهم وسائل إغراء شباب القبائل العربية المتطلع للثروة والسلطة.
8- استخدم قادة الجنجويد أغاني الهدايين والحكامات، وأغاني الحماس التي تذكر أسماء أبطال القبائل وتعدد أفعالهم وتمتدح شجاعتهم، كما انهم يهونون عليهم قتال اهل الخرطوم الجبناء الذين لا يحسنون القتال، وقتال الفلول والكيزان الذين أكلوا مال الدولة السودانية وهم غير مستعدين للقتال والموت، وأنهم لا يقاتلون الجيش السوداني وإنما يقاتلون الكيزان الذين يقودونه.
9- عملت قيادة الجنجويد على شحن هؤلاء الشباب المغرر بهم بصورة مستمرة بخطاب كراهية الجلابة الظالمين، الكيزان الحرامية، البرهان الكوز، ودولة 56 التي همشتهم، وذلك بسبب أن جميع حكامها كانوا من شمال السودان، ولا بد لغرب السودان من أن يجد حظه من السلطة.
10- النتيجة الأهم في تقديري هي دفع شباب قبيلتي الرزيقات والمسيرية المغرر بهم إلى محرقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، جمع لها حميدتي عربان الشتات كمرتزقة فكانوا هم النواة الصلبة لقوات الجنجويد التي أشعلت النار في الخرطوم، وهم الذين فروا بما لا يقل عن 80% من السيارات والمنهوبات الأخرى والتي تجاوزت في تقديري (200) ألف سيارة، خرجوا بها إلى خارج السودان، وتركوا لأبناء عمومتهم السودانيين نيران القوات المسلحة السودانية والشباب السوداني المجاهد، الذين وجدوا أنفسهم مجبرين على الدفاع عن بلادهم وأعراضهم وأموالهم ومنازلهم وممتلكاتهم وأسواقهم وجامعاتهم، ولم يتعرض السودان منذ اكثر من 700 عام لمثل هذه الفظائع التي كان آخرها فظائع جد هؤلاء العرب “ابو لكيلك” حول عام 1300م، والذي خرب مملكة سوبا، حتى اتخذها السودانيين مثل للخراب “خراب سوبا”.
11- ومن النتائج المنتظرة في المستقبل القريب هي انكشاف ظهر قبيلتي الرزيقات والمسيرية أمام العديد من القبائل التي لها معها عداوات تاريخية مثل قبائل “الزرقة” في دار فور وقبائل جنوب السودان مثل الدينكا والنوير، كل ذلك بسبب غنائم الخرطوم السراب، وذلك بفقدانها أعداد كبيرة من خيرة شبابها في حرب تصب في مصالح الكثير من الآخرين، ولا تخدم أهداف بلادهم او قبائلهم.
12- كما أن هذه القبائل فقدت مقعد الرئاسة في النيجر بعزل الرئيس محمد بازوم، وفقدت مواقع مهمة في الجيش التشادي بأبعاد وزير الدفاع ابن خالة المتمرد حميدتي، ومعه حوالي (400) من كبار قادة الجيش التشادي