إن الولايات المتحدة تصر على تصوير الجهة الرئيسية وراء الميليشيا كطرف يسعى إلى السلام. وقد أدانت وزارة الخارجية قصف ميليشيا آل دقلو لمستشفى النساء والتوليد التخصصي في الفاشر يوم السبت الماضي، مما أدى إلى مقتل مرافق وإصابة عدد من المرضى وتدمير قسم الطوارئ بالمستشفى.
وأوضحت الخارجية في بيانها يوم الثلاثاء أن “هذا المستشفى هو الوحيد الذي يعمل ضمن المستشفيات العامة في مدينة الفاشر، بعد توقف بقية المستشفيات نتيجة للاستهداف المتعمد من قبل ميليشيا آل دقلو”.
كما انتقد بيان الخارجية الولايات المتحدة والأمم المتحدة لعدم إدانتهما لما قامت به ميليشيا آل دقلو من قصف على المستشفى.
قال إن الولايات المتحدة تُصر على تقديم الراعي الرئيسي للميليشيا على أنه صانع سلام، في محاولة لتلميع صورته ومساعدته على الهروب من المساءلة.
ووصف البيان القصف الذي استهدف المستشفى بالجريمة، والذي جاء بعد يومين من استهداف الميليشيا لمستشفى الولادة في أمدرمان بعد إعادة افتتاحه وإصلاح الأضرار التي أحدثتها خلال عام من احتلالها له وتحويله إلى ثكنة عسكرية.
وأكد البيان تكرار قصف المستشفى السعودي بالفاشر على يد ميليشيا آل دقلو في الفترة الأخيرة، حيث تم قصفه سابقاً في 29 يوليو مما أدى إلى مقتل ثلاثة من الطاقم الطبي فيه.
وأفاد البيان بأن استهداف المستشفيات المتخصصة في طب الأمومة والطفولة هو استمرار لجهود الميليشيا في استهداف النساء والأطفال من خلال جرائم الاغتصاب والاختطاف والاتجار.
إنه من الأساليب المعروفة التي تعتمدها الجماعات الإرهابية. وأضاف البيان أن وزارة الخارجية تلاحظ أن هذه الجرائم، بالإضافة إلى جرائم القصف المتعمد للمدن والقرى، لا تتلقى الإدانة الدولية الواضحة التي تستحقها ضد الميليشيات ورعاتها الإقليميين الذين يزودونها بالأسلحة الفتاكة المستخدمة في تلك الجرائم.
وأشار إلى أن المبعوث الخاص للولايات المتحدة قد تفادى تسمية هذه الجرائم بالتسمية الصحيحة كجرائم ضد الإنسانية وإرهاب منظم. وأكدت الخارجية أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يتجاهلان “استخفاف الميليشيا بقرار المجلس رقم 2736 الصادر قبل شهرين، كما يتجلى في هذه الاعتداءات”.
مُعبرًا عن أن “سياسة التساهل مع الميليشيا وعدم اتخاذ موقف حازم تجاه رفضها لإعلان جدة، فضلاً عن محاولة إنشاء منصة بديلة لجدة، هي ما يدفعها للاستمرار في جرائمها ضد الإنسانية”.