أصدرت وزارة الخارجية بياناً صحفياً حول بث ميليشيا الجنجويد مقاطع فيديو لعناصر منها في الموقع الأثري المعروف “النقعة والمصورات” الذي يقع شمال الخرطوم، في ولاية نهر النيل، وأعلنت المليشيا أنها ستستخدم الموقع للانطلاق في هجمات جديدة على القرى والبلدات القريبة.
وأكدت الخارجية أن النقعة والمصورات تعد من أبرز المواقع الأثرية المحمية بالسودان، وبها مباني يعود تاريخها إلى حوالي ٣ آلاف سنة وهي ضمن قائمة التراث الإنساني منذ عام٢٠١١.
حيث تأتي الجريمة الأخيرة مواصلة لسعي الميليشيا الممنهج لتدمير التراث الثقافي في السودان والذي شمل حتى الآن تخريب متحف السودان القومي ودار الوثائق القومية وعدداً من الجامعات والمكتبات العامة وأماكن العبادة التاريخية، وفي الأسبوع الماضي دمرت الميليشيا الكنيسة الإنجيلية بمدينة ود مدني، وعمرها حوالي مائة عام، وسبق أن دمرت عدداً من المساجد والكنائس في ولاية الخرطوم.
إن استهداف التراث الثقافي والمؤسسات التي تجسد حرية الأديان هي سمة بارزة تميز الجماعات الإرهابية كما حدث على يد داعش وبوكو حرام والمجموعات الإرهابية في منطقة الساحل الإفريقي.
وقد حوكم أحد عناصر تلك المجموعات في المحكمة الجنائية الدولية عام ٢٠١٦ بجريمة تدمير التراث الثقافي في مدينة تمبكتو بمالي.
كل ذلك لا يترك أي مبرر للمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية لعدم تصنيف الميليشيا جماعة إرهابية والتعامل معها على ذلك الأساس.