بسم الله الرحمن الرحيم
التيار الإسلامي العريض
بيان عن الذكرى الثانية لتأسيس التيار
قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) – النور (55)
- في السابع عشر من شهر رمضان المبارك ١٤٤٣ للهجرة انبلج فجر جديد في مسيرة العمل الإسلامي في السودان بتأسيس التيار الإسلامي العريض، الذي اجتمعت تحت رايته ١٠ مكونات إسلامية ساعة التأسيس وزاد عددها لاحقا إلى ١٢ مكون، اتفقت جميعها في ميثاق التأسيس على أن وحدة الصف الإسلامي فريضة شرعية، وضرورة واقعية، وواجب متحتم، لاسيما وبلادنا تشهد تهديداً وجودياً جدياً يستهدف هويتها وقيمها الفاضلة بالطمس والتجريف.
- كما اتفقت جميع المكونات المنضوية تحت التيار الإسلامي على أهداف تستشرف بها من هذا الاصطفاف الحرص على تنزيل قيم الدين على جميع أوجه الحياة في شؤون المعاش والمعاد في شمول وتكامل، وتنادي مكونات التيار الإسلامي بضرورة وحدة الاسلاميين في السودان ونبذ أسباب الاختلاف في مناهج العمل العام، حتى ينتهي بها الحال الى وحدة تنظيمية جامعة في المستقبل القريب.
- إن الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا حالياً والحرب الضروس التي تشهدها كافة بقاع البلاد من قبل المليشيا المجرمة المأجورة، والتي تسندها فيها مجموعة سياسية متآمرة على بلادها وشعبها، كنا في التيار الإسلامي قد حذرنا من مآلاتها التي كانت شاخصة لكل ذي بصر وبصيرة.
- هذه الحرب التي فُرضت على بلادنا وشعبنا أعلنا موقفنا الواضح تجاهها منذ ساعة اندلاعها بدعمنا الكامل لقواتنا المسلحة الباسلة، واستناداً على ما يمليه علينا الواجب الوطني والأخلاقي قدمنا خيرة شبابنا مقاتلين في صفوف القوات المسلحة في كافة المواقع، نسأل الله أن يتقبل شهداءهم، ويشفي جرحاهم، ويرد أسراهم.
- إن الشعب السوداني العظيم وقواته المسلحة الباسلة وأجهزته النظامية الأخرى في الشرطة الموحدة وجهاز المخابرات العامة والمستنفرين وأبطال المقاومة الشعبية، قدموا الغالي والنفيس في هذه الحرب ذوداً عن حياض بلادهم وحرمات أعراضهم، وكتبوا في سفر البطولات ملاحم خالدة سيذكرها التاريخ للأجيال القادمة وللعالم أجمع، نسأل الله في هذا الشهر الفضيل شهر الفتوحات العظيمة والانتصارات الكبيرة الجنة للشهداء والشفاء للجرحى والعودة العزيزة لجميع الأسرى.
- كما نؤكد في التيار الإسلامي العريض موقفنا الواضح في دعم القضية الفلسطينية، ووقوفنا مع شعبنا الأعزل في غزة الجريحة وهو يواجه هذه الحرب البربرية الهمجية والقتل والتجويع من أجل تركيع المقاومة الباسلة، والتي ستنتصر في نهاية هذه الحرب بحول الله نصراً باهراً يغيظ الأعداء ويشفي صدور قوم مؤمنين.
- إن قيادة التيار الإسلامي العريض ستعكف خلال المرحلة القادمة للتخطيط لمرحلة جديدة من عمر التيار، يكون الانفتاح فيها أكبر والالتقاء بمزيد من الكيانات السودانية، والتأكيد من خلال مسيرة التيار في العامين الماضيين على صواب فكرة التلاقي والعمل المشترك، وتأكيد الثقة في المجتمع السوداني بتدينه الفطري، وتمسكه بالمنهج الاسلامي، للمواجهة القوية والتصدي بحزم لكل محاولات العبث بثوابت أهل السودان، فقد مرت بلادنا بتجربة قاسية حاولت فيها القوى العلمانية العبث بالثوابت وتغيير الهوية، وتعمل قيادة التيار الإسلامي لاستنهاض همم جميع السودانيين للدفاع عن الوطن وعن الأمة وبناء مستقبل واعد لبلادنا.
قلت: الحياة هي التحرُك لا السكون ولا الهمود
وهي الجِهاد، وهل يُجاهِد مَن تعلَّق بالقُعود؟
وهي التلذُّذ بالمتاعِب لا التلذُّذ بالرُّقود
هي أن تَذودَ عن الحِياضِ، وأيُّ حرٍّ لا يَذود؟
هي أن تُحِسَّ بأن كأسَ الذلِّ مِن ماء صديد
هي أن تعيش خليفةً في الأرض شأنُك أن تَسود
وتقول: لا، ونعم، إذا ما شئتَ في بصَرٍ حديد
والله أكبر والعزة لشعبنا والنصر لجيشنا والسؤدد لأمتنا.
التيار الإسلامي العريض
بورتسودان : ١٧ رمضان ١٤٤٥ه
الموافق ٢٧ مارس ٢٠٢٤م