قال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان لقواته إن الجيش سيواصل الضغط للسيطرة على مزيد من الأراضي بعد أهم تقدم حققه في الحرب الدائرة منذ 11 شهرًا ضد ميليشيا الدعم السريع، بينما حذرت مؤسسة خيرية من تزايد احتمالات حدوث وفيات بسبب الجوع.
وأول أمس الثلاثاء، سيطرت قوات الجيش على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان الواقعة على الضفة الأخرى من نهر النيل وتمثل جزءًا من العاصمة الخرطوم.
وكانت ميليشيا الدعم السريع تسيطر على المنطقة منذ الأيام الأولى للحرب في أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وعلى الرغم من توقف البث من مبنى الإذاعة والتلفزيون، وسّع التقدم نطاق نفوذ الجيش عبر وسط مدينة أم درمان القديم، الذي يضم قواعد عسكرية ويمثل نقطة عبور لإمدادات ميليشا الدعم السريع.
وقال البرهان للجنود في قاعدة سلاح المهندسين في أم درمان في وقت متأخر من مساء الثلاثاء: “رسالتنا لمتمردي الدعم السريع أن القوات المسلحة والأجهزة النظامية العسكرية ستلاحقكم في كل مكان، وكذلك المواطنين حتى يتحقق النصر الكامل”.
وأضاف البرهان أن الجيش سيواصل قتال ميليشيا الدعم السريع في أجزاء أخرى من العاصمة وفي منطقة دارفور بغرب السودان وولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم، وهي مناطق حققت فيها ميليشيا الدعم السريع تقدما سريعا أواخر العام الماضي “حتى تحقيق النصر الكامل”.
ونشر الجيش السوداني مقطعًا مصورًا يظهر فيه البرهان وهو يتوقف في قافلة من سيارات الدفع الرباعي مع حراس مدججين بالسلاح لتناول إفطار رمضان مع سكان على جانب طريق في أم درمان.
وأكّد الجيش أنه لن يأخذ في الاعتبار المناشدات الدولية لوقف إطلاق النار في شهر رمضان ما لم توافق ميليشيا الدعم السريع على انسحاب عسكري كبير.
وتشهد السودان منذ أبريل/ نيسان الماضي، حربًا أشعلها خلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع حول خطة للانتقال السياسي، وتسببت في فرار أكثر من ثمانية ملايين شخص من منازلهم لتظهر أكبر أزمة نزوح في العالم.
كما تزايد عدد السودانيين الذين يواجهون مستويات أزمة جوع، وهي مرحلة تسبق المجاعة، أكثر من ثلاثة أمثال في غضون عام واحد ليصل إلى نحو خمسة ملايين.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة الخيرية الدولية أمس الأربعاء إن نحو 220 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد وأكثر من سبعة آلاف أُم جديدة في السودان قد يمتن جوعًا في الأشهر المقبلة ما لم يتوفر مزيد من التمويل للإغاثة الإنسانية.
وتعرقلت جهود الإغاثة كثيرًا بسبب منع الوصول ونهب إمدادات المساعدات، وحذّر برنامج الأغذية العالمي من أن المساعدات الغذائية المقدمة لمئات آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد، وبعضهم على شفا المجاعة، ستتوقف الشهر المقبل ما لم يتم تقديم مزيد من التمويل.
ويطالب برنامج الأغذية بشكل عاجل بمبلغ 242 مليون دولار لدعم عملياته في الأشهر الستة المقبلة.
وأصبحت تشاد إحدى المناطق الرئيسية للاجئين في إفريقيا حيث يبلغ إجمالي عدد اللاجئين فيها أكثر من مليون شخص.
ويكافح برنامج الأغذية العالمي من أجل توفير الطعام لجميع اللاجئين، حيث إن العديد منهم بالفعل لا يحصلون على وجباتهم كاملة.