أعلنت تقارير حديثة صادرة عن منظمات الحماية في ولايتي كسلا والقضارف عن تسجيل 18 حالة من حالات العنف المرتبط بالنوع الاجتماعي، وذلك في إطار الاستجابة الإنسانية لتقديم المساعدة للناجيات.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) في نشرته الأخيرة الثلاثاء عن التأثير الإنساني للأعمال المسلحة في ولاية الجزيرة، بشأن استمرار ورود تقارير مقلقة عن العنف الجنسي ضد الفتيات الصغيرات والمراهقات، مع عدم وجود تحقق حتى الآن في حالات انتحار النساء والفتيات اللاتي تعرضن للاعتداءات الجنسية والعنف.
وأوضحت النشرة أنه تم علاج 3,433 شخصًا من خلال جلسات الدعم والتوعية النفسية الاجتماعية، كما تم استقبال 100 مريض يعانون من صدمات نفسية في مركز خاص للصحة العقلية، حيث كان معظمهم من النساء والفتيات.
في حلفا الجديدة، تم تفعيل شبكات الدعم الخاصة بالاعتداءات الجنسية والإدارية، وتم نشر ست قابلات لمساندة الناجيات، إلى جانب أربعة فرق متنقلة قدمت الرعاية الشاملة لأكثر من 350 ناجيًا من العنف. كما تم إنشاء خط ساخن ومكتب مساعدة لتوفير الإرشادات والدعم اللازم. في ولاية القضارف، تم تأسيس مسارات إحالة في منطقة الفاو لتقديم الإدارة السريرية لحالات الاغتصاب في مستشفى الفاو والطاهري، حيث تتضمن الخدمات المقدمة الدعم الصحي والإحالات، بالإضافة إلى تنظيم جلسات توعية مجتمعية وتوفير مساحات آمنة لحماية النساء والفتيات.
أكدت النشرة أنه نزح حوالي 135,400 شخص (ما يعادل 27,081 أسرة)، نصفهم من النساء والأطفال، من مناطق مختلفة في ولاية الجزيرة نتيجة لموجة من العنف المسلح والهجمات على أكثر من 30 قرية وبلدة منذ 20 أكتوبر.
وقد استقروا في 16 محلية تتوزع على ولايات القضارف وكسلا ونهر النيل. وأوضحت أوتشا أن هناك تقارير ميدانية تشير إلى وجود أطفال مفقودين أو مفصولين عن أسرهم، وكذلك أطفال أصيبوا بطلقات نارية، بالإضافة إلى حالات من الاعتقالات التعسفية واحتجاز الأطفال.
في سياق الاستجابة الإنسانية لتلبية احتياجات النازحين، أشارت الأمم المتحدة إلى أن الشركاء الإنسانيين في ولايتي كسلا والقضارف قاموا بتقديم وجبات غذائية ساخنة يومياً لحوالي 1,600 نازح في ولاية القضارف.
وأشارت إلى أن هذه الجهود تُعد جزءًا من خطة شاملة تهدف إلى تأمين الغذاء والدعم الضروري للمتضررين، في ظل استمرار تدفق النازحين من ولاية الجزيرة نتيجة للعنف المسلح.
وذكرت منظمة الهجرة الدولية أن بعض النازحين يواجهون صعوبة في الانتقال إلى مناطق آمنة بسبب القيود المفروضة على الحركة.
كما يعاني الكثير منهم من صدمات نفسية حادة ومن تدهور في حالتهم الصحية نتيجة تنقلهم لمسافات طويلة قد تصل إلى سبعة أيام سيرًا على الأقدام، مما أدى إلى انتشار أمراض مثل الكوليرا في بعض المناطق.
وقد تم تسجيل 83 حالة إصابة بالكوليرا في القرية 6 على نهر عطبرة. في كسلا، يعيش النازحون في مراكز استقبال ومدارس ومباني عامة، وقد فقد بين 70-95% منهم وثائق هويتهم.
وأشار المكتب إلى أن الشركاء في المجال الإنساني قاموا بتوزيع 14.38 طن متري من بسكويت الطاقة العالية لنحو 16,000 نازح، و3.8 طن متري من المكملات الغذائية لعدد 2,800 امرأة وطفل. تم تركيب 5 خزانات لتخزين المياه وإنشاء 10 مراحيض للطوارئ.
كما قامت الفرق الصحية المرتبطة بمجموعة الحماية بمعالجة 25 نازحًا كانوا يعانون من الجفاف والملاريا الحادة، بالإضافة إلى التهابات القدم السكرية وارتفاع سكر الدم.