خلال شهر أكتوبر الماضي زار عبد الرحيم دقلو قائد ثاني ميليشيا الدعم السريع المتمردة في السودان العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قادماً من تشاد عبر نيروبي بطائرة إماراتية خاصة بغرض الاجتماع مع مستشار محمد بن زايد الأمني الفلسطيني محمد دحلان، ومع مستشاره للشؤون الإفريقية السوداني / السعودي طه عثمان الحسين، وتطرق الاجتماع إلى ..
أولاً: تفاصيل خطة أمنية وعسكرية محكمة وضعها خبراء عسكريون وأمنيون إسرائيليون وطلبوا من دولة الإمارات العربية المتحدة إبرامها وتمويلها والإشراف على تنفيذها بالتعاون مع الفلسطيني محمد دحلان، وتقضي بتقسيم قطاع غزة إلى ثلاثة قطاعات ونقل قوات ضخمة من الدعم السريع إليها من مطار مدينة أم جرس إلى تل أبيب كي تتولى مقاتلة حركة حماس وحماية وتأمين المنطقة الشمالية من غزة وتشكيل جدار عازل يتولى حماية إسرائيل من الهجمات التي تشنها حركة حماس عليها، وتقضي الخطة بتنفيذ تلك الخطوة تحت ستار شركات أمنية خاصة، ستدعي إسرائيل أنها تعاقدت معها لتنفيذ المهمة، ووافق عبد الرحيم دقلو على الخطة، لكنه طلب مهلة من الزمن كي يرتب أوضاعه في السودان وزاد على ذلك بمطالبة الإمارات وإسرائيل بدعم قواته بأسلحة نوعية تتمثل في أنظمة دفاع جوي حديثة ومدفعية طويلة المدى ومدرعات وسيارات مدرعة طراز صرصر وغيرها لتمكينه من إسقاط حاميات الجيش في الخرطوم والأبيض والسيطرة عليها بالكامل، وذكر أنه بحاجة إلى وقت إضافي ودعم كبير لتنفيذ تلك المطلوبات، وإقناع مقاتليه بدخول غزة تحت ستار محاربة الإسلاميين، مع إغرائهم بالمال.
وخلال الاجتماع الثلاثي تمت تفاصيل خطة السيطرة الكاملة على دارفور وكردفان، ومناقشة أسباب فشل متمردي آل دقلو في السيطرة على مدني والأبيض، وإعلان غرب السودان خارج عن سلطة الدولة، كما فعل حفتر في ليبيا، ويومها شكا عبد الرحيم من تنفيذ هذه الخطة بالإمكانيات الحالية غير ممكن، وبحسب مناقشاته مع قادته في دارفور، فالمطلوب أولاً ترتيب صفوفهم عبر تأديب العرب كما قال، وهذا يتطلب رفع معدلات تسليح قبيلة الرزيقات بصورة خاصة، لأنهم مؤهلون للقيادة من حيث العدد والمهارات القتالية، وذكر عبد الرحيم دقلو أن هناك قبائل تشكل خطورة كبيرة على الخطة الموضوعة بواسطة الإمارات ومستشاريها وهي واحدة من فئتين، قبائل تساند الجيش وتقاتل معه مثل قبيلة المحاميد، وقبائل أضعفت الدعم السريع مثل السلامات والبني هلبة والتعايشة بصراعاتها وحروبها القبلية، وصنف دقلو القبائل التي تشكل خطراً في القريب على مخططهم وهي:
أولاً: قبيلة المحاميد حيث أكد دقلو أن كسرهم ضروري وأنهم حاولوا ضمهم للحرب فرفضوا وأصبحوا المهدد الأكبر لمخطط السيطرة على دارفور وكردفان الكبرى، وأنهم ويدعمون الجيش هناك، وبسببهم لم يستطع الدعم السريع إحكام سيطرته على ولاية شمال دارفور .
ثانياً: قبيلة السلامات وهم بحسب رأي دقلو أقل عدداً من قبيلتي الرزيقات والبني هلية، وهم والبني هلبة والتعايشة قبائل ظلت مرتاحة السنوات الماضية فتعلموا وزاد عددهم، وميزة السلامات أنهم مقاتلون شرسون ولديهم روح منافسة، ولابد من كسرهم أيضاً.
ثالثاً: قبيلة الزغاوة وذكر دقلو أنه لابد من التخلص منها ودفعها نحو تشاد، لذلك لابد من اندلاع حرب في تشاد تجعلهم يتحركون من شمال دارفور للدفاع عن إنجمينا، والبقية قبائل صغيرة أو ضعيفة وأردف ضاحكاً اشترينا قياداتها مثل ملك البرتي وقبيلة الميما وهؤلاء من السهل أن يؤدبوا.
رابعاً: وذكر دقلو أن قبيلة الفور وبرغم عددها الكبير لكن السيطرة عليها سهل وقال دقلو أما في كردفان فلابد من السيطرة على قبيلة المسيرية لأنهم صعبين وهمج”، وقد شرعنا في قتل المزعجين منهم في الميدان، وكان آخرهم ضابط برتبة رائد في الدعم السريع لكنه مزعج، كما أن لديهم غمد وقيادات في الدفاع الشعبي اعتادوا على القتال وهم مرتزقة ينحازون لمن يدفع أكثر ، وطالما هؤلاء موجودون فلن نستطيع السيطرة على كامل كردفان لأنهم سيشكلون خميرة عكننة لنا.
أما قبيلة الحوازمة فخطورتها تكمن في أنها مصرة على العداء مع الحركة الشعبية ومحاربتها، وستقف مع الجيش ضدها وضدنا، عليه لازم نشغلهم أو تدفع لهم الآن ولاحقاً نؤديهم.
خامساً: قبيلة النوبة هؤلاء بلا قيمة في المستقبل وهم يدعمون الجيش ولابد من إبادتهم.
الموضوع الآخر الذي تم طرحه في الاجتماع كان يتعلق بشحنة أسلحة ضخمة وفرتها الإمارات لتدخل السودان عبر إثيوبيا، بهدف فتح جبهات قتال جديدة لشد الجيش من الأطراف وتهديد الولايات البعيدة عن الصراع، من خلال دعم قوات الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو في جبال النوبة، وقوات جوزيف تكة في النيل الأزرق، وأن حجم الشحنة أقلق الحكومة الإثيوبية التي خشيت من تسريه للمعارضة الإثيوبية عبر الحدود، وإذا أحيط به السودان علماً فسيفتح حدودة للمعارضة الإثيوبية في شريط ممتد من بني شنقول الى مناطق التقراي والأرومو والأمهرا، وأي خط إمداد يتم فتحه لهذه المجموعات كفيل بزيادة الاضطرابات في البلاد المنهكة، لذلك أوقفت إثيوبيا تسليم الشحنة الضخمة لمتمردي الدعم السريع، وخلال الاجتماع اتفق الثلاثة محمد دحلان وطه عثمان وعبد الرحيم دقلو) على الضغط على رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد كي يوافق على تسليم شحنات السلاح للدعم السريع توطئة للقيام بهجوم كبير وموسع على الخرطوم والأبيض ومدن ولايتي الجزيرة ونهر النيل، ولفتح الجبهات الجديدة للقتال، وفي الاجتماع طلب عبد الرحيم دقلو تسليمه حصة خاصة من الأسلحة لقبيلة الرزيقات حصرياً، وتعهد بأنه قادر على إعادتهم إلى المعركة سواء من دارفور أو من تشاد، فهل يرضخ أبي احمد لضغطهم ويمنحهم الأسلحة ويجازف باندلاع اضطرابات لا حصر لها في بلاده تهدد حكمه واستقرار وتماسك بلاده؟
وهل ينجح مخطط نقل ميليشيا الدعم السريع من السودان إلى قطاع غزة المقاتلة الفلسطينيين والقضاء على المقاومة بذات السيناريو الذي نفذته الإمارات مع الدعم السريع في اليمن؟