ما جرى في اثيوبيا بين حميدتي و(تقدم) ليس إعلان مبادئ بل هو اتفاق سياسي أخرج ما كان كامنا إلى العلن، و لأنه كذلك فليس معقولا أن تنشئ (تقدم) إعلان مبادئ آخر مع البرهان حال الاجتماع به.
زكى حمدوك الإعلان/الاتفاق حال المضي فيه بأنه سيكون فتحاّ في قضيتي السلام و بناء الدولة.
ما الاتفاق السياسي إن لم يكن هو هذا.
و إبرام الاتفاق مع حميدتي ينهي فكرة (السعاية) بين حميدتي و البرهان التي عبرت عنها (بكل براءة) رسالتا حمدوك إلى البرهان و حميدتي.
هب أن حمدوك التقى بالبرهان منفرداّ أو مع رهطه (التقدمي فهل سيعرض عليه شيئا غير اتفاقه المبرم مع حميدتي؟!
فاذا استصحبت مع الاتفاق لغة حميدتي المخيرة الجيش بين التوقف عن الحرب و دعوة ضباطه و جنوده إلى التمرد و الانضمام إلى السلام (الذي هو إعلان المبادئ بين حميدتي و(تقدم)، فإن النتيجة الحتمية هي في الواقع إحياء (الاتفاق الاطاري) تحت مسمى جديد و هو ما يعني في المحصلة النهائية تحالف (تقدم) مع بندقية الدعم السريع.. التحالف القديم الذي خرج من كمونه و اضماره إلى علنه و بيانه.
ألا ترى أن الشخوص هم الشخوص و (الصفقة هي الصفقة) صفقة الأيدي المباركة صفقة الإعلان/الاتفاق.