
في ظل التطورات المتسارعة في ولايات دارفور تبرز مدينة الفاشر كمسرح لصراع استراتيجي تقوده مليشيا الدعم السريع ومن خلفها دولة الشر والتي تسعى إلى فرض سيطرتها عبر أدوات لا تقتصر على السلاح فحسب بل تمتد إلى سلاح أكثر خبثا وفتكا وهي الإشاعة
كسلاح ناعم ..
خلال الأسابيع الأخيرة شهدت الفاشر موجة منظمة من الإشاعات التي تم ترويجها عبر قنوات إعلامية وصفحات على منصات التواصل الاجتماعي تابعة أو موالية للدعم السريع وقد تمحورت هذه الإشاعات حول قرب اندلاع معارك شاملة داخل المدينة أو عن تقدم كاسح للدعم السريع أو حتى عن مجازر متخيلة نسبت إلى الجيش السوداني أو قوات الحركات المسلحة .
الهدف من هذه الروايات المفبركة ليس سوى دفع السكان المدنيين إلى النزوح القسري في محاولة لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين وخلق فراغ سكاني يسمح للمليشيا بالتحرك بحرية أكبر داخل المدينة من دون مقاومة مدنية أو مجتمعية .
تعتمد مليشيا الدعم السريع في حملتها الإعلامية على عدد من الصفحات الإلكترونية والناشطين الرقميين الذين يتقنون فن التلاعب بالعواطف الشعبية واللعب على وتر الخوف والهلع .
يظهر ذلك بوضوح في الطريقة التي تصاغ بها العناوين والمنشورات حيث يتم استخدام لغة درامية باهتة وإرفاق صور من أحداث سابقة أو من مناطق أخرى لإيهام المتابعين بأنها وقعت في الفاشر .
هذه الأذرع الإعلامية الخارجية وابواقها بالداخل لا تستهدف السكان المحليين فحسب بل أيضا الرأي العام الوطني والدولي والاقليمي في محاولة لخلق انطباع كاذب بأن الفاشر باتت ساقطة لا محالة وأن أي مقاومة فيها هي عبثية أو مؤقتة .
رغم الضجيج الإعلامي الذي تحاول المليشيا خلقه تشير المعطيات العسكرية والميدانية إلى أن مليشيا الدعم السريع تعاني من اختناق لوجستي متصاعد خاصة مع احكام وتصاعد التنسيق بين قواتنا المسلحة السودانية والقوات المشتركة وبقية قوات الكرامة . فمع قرب فك الحصار عن الفاشر عبر محاور متعددة تسعى المليشيا الإرهابية إلى استخدام التهجير الجماعي كوسيلة ضغط أخيرة في محاولة لتقويض أي مقاومة شعبية بعد هزائمها المدوية .
في ظل هذا الواقع بات من الضروري تعزيز الوعي الإعلامي لدى المواطنين ومواجهة الإشاعة بالحقيقة والتضليل بالتحقق . كما يقع على عاتق الإعلام الوطني والشريف مسؤولية التصدي لهذه الحملات السوداء الممنهجة عبر كشف أدواتها وأساليبها ودعم الرواية الحقيقية التي تعكس صمود المدينة وسكانها .
الفاشر ليست وحدها في هذه المعركة بل معها الشرفاء من بنيها . إنها معركة الفداء والكرامة والتفاف المواطن حول جيشه الباسل وهي معركة الكلمة في وجه البندقية الكاذبة لمليشيا الدعم السريع .
حفظ الله السودان والفاشر شعبا وجيشا …