- ما جرى في جنيف لم يكن مفاوضات بالمعنى المتعارف عليها، بل هو تنسيق بين المليشيا ومن ورائها الدولة المعروفة والوسيط الأميركي، للهروب من منبر جدة وخلق تشويش عليه حتى يتناساه الناس والالتزامات الموقعة بين الطرفين، لتجاوز تنفيذها والبدء في مفاوضات جديدة بزعم أن هناك واقعا جديدا على الأرض تجاوز هذا المنبر.
- منفتحون على أي مبادرة للسلام، سواء كانت الحالية بوساطة السعودية وأميركا أو أي مبادرة أخرى، مع ضرورة ربط أي تفاوض في أي زمان ومكان بمقررات اتفاق جدة، ومن بعد تنفيذها يمكننا التقدم إلى الأمام، لذلك وكما قلت نحن منفتحون ولسنا متخوفين.
- لا نرى أهمية كبيرة للارتباط المكاني، نحن كحكومة سودانية، إذا اتفقت الأطراف (طرفا الصراع والوسطاء والمراقبون) على تغيير المنبر لأسباب موضوعية فلا بأس في ذلك ويمكن الذهاب إلى جنيف أو غيرها من مدن العالم وحتى ألاسكا. ولكن بعد لقائنا التشاوري مع المبعوث الأميركي توم بيرييلو في جدة، وضح لنا أن الوسيط الأميركي يسعى إلى تحقيق أهداف من تغيير المنبر لا علاقة لها بسلام السودان أو تسريع تحقيقه.
- الحكومة السودانية تعرف قدر نفسها جيدا ولا حاجة لها إلى مقارعة دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، ولكن كل من يقرأ ما بين سطور التصريحات القوية للسيد رئيس مجلس السيادة ، السبت الماضي، مع الصحفيين في بورتسودان، يفهم لماذا لم ترسل الحكومة وفدها إلى جنيف.
من خلال تصريحات الرئيس، أرادت الحكومة أن تقول “لا أحد في هذه الدنيا يعرف مصلحة الشعب السوداني أكثر منه هو نفسه”. - لا أحد يدري من يقود المفاوضات في المرحلة القادمة، لأن هذا قرار الحكومة ويُتخذ في حينه، ولكن القرار الذي اتخذته قيادة الدولة بشكل لا رجعة فيه هو أن أي تفاوض من أجل السلام في المستقبل سيكون هناك وفد ممثل للحكومة السودانية فيه وليس وفدا عسكريا كالسابق.
502 دقيقة واحدة