هل كُتب على السودانيين، بعد ثورة ديسمبر، أن يعيشوا حياتهم، تحت قيادة قحت، بلا كرامة؟ بلا مهابة؟ بلا مكانة؟ أعراضهم مستباحة، أرواحهم مهدرة، سيادتهم مهانة؟. أدناه أسوأ 10 نماذج من الإهانة والذلة وامتهان الكرامة التي حدثت للسودانيين في عصر القحت الكئيب…
1/ لأول مره في التاريخ يجد السودانيون في رئيسهم ، د. عبدالله حمدوك، شخصا غريبا عن نمط الشخصية السودانية العادية. فهو يتصور مع زوجته كاشفة الرأس مسدلة الشعر وهو بارد برود الخواجات، لا يعبر عن ثقافة المجتمع ولا أعرافه ولا مبادئه ولا ثوابته. بلا كرامة وطنية يأخذ مرتبه من الاتحاد الاوروبي، ويرفع لهم التقارير، ويطلب بعثة الوصاية من الأمم المتحدة ما سبقه عليها رئيس في التاريخ. يغلق جمعيات القرآن لصالح جمعيات المثليين. ثم فرض علينا أن نقدمه نحن وكأنه رئيس علينا، رغم ما يمثله ذلك من موت للإحساس بالكرامة.
2/ لأول مرة في التاريخ يعيش السودانيون وهم على يقين أن قرارهم بيد 4 سفراء أجانب، هم الأمريكي والبريطاني والسعودي والأماراتي. حتى قال قائلهم، كل سفارة عندها قائمة بأسماء عملائها من الوزراء في الحكومة الجديدة. وقال سنذهب إليهم سفارة سفارة. وقال آخر: أن قلنا لكم أن قرارنا ليس بيد السفارات فقد كذبنا. وقال ايضا: وقعنا على دستورنا رغم أنفنا. ووقعنا علي الإطاري ( وكراعنا فوق رقبتنا)وقالت الوزيرة: الأجانب يخططون لنا بما يتوافق مع مصالحهم. رغم ما يمثله ذلك من موت للإحساس بالكرامة.
3/ لأول مرة في التاريخ تستحدث الحكومة منصبا رسميا لمستشارية الجندر والنوع والشذوذ وتدفع مرتبها الامم المتحدة، ويتجمع الشواذ في مظاهرة في قلب الخرطوم، ويتحدث بعضهم في التلفزيون الرسمي أن الشذوذ من حقوق الإنسان، حتى شكل الأهالي في الأحياء السكنية جماعات حماية من انتشار بيوت الدعارة العلنية.
4/ لأول مرة في التاريخ تغزوا تشاد، ومالي، والنيجر، وأثيوبيا وكينيا، تغزوا السودان وفي قلب عاصمته ومدنه واحيائه واريافه، بالمرتزقة وتفتح مطاراتها وحدودها للأمارات، لكي تفعل بالشعب السوداني ماتشاء، وتأخذ منه النساء والحلي والسيارات وأموال البنوك والمحاصيل الزراعية وكل شيء و تذهب بها إلى كل دول الجوار وتحول حياة 10 مليون مواطن إلى نازحين وجرحي وقتلى وضحايا. هذه الدول لم تجد في حكامنا ما يكبح جماحهم ويحفظ كرامتنا أمامهم.. بل وجدت عملاءها الذين يقفون معها ضد جيشهم وشعبهم. ويا للعار!.
5/ لأول مرة في التاريخ يستيقظ السودانيون في الصباح الباكر على نعيق وصراخ مسؤول حكومي قحتي وضيع، وهو يعرض جسد إبنته في سوق النخاسة والدعارة السياسي، مستنصرا بالراي العام ومضللا له، ذارفا دموع التماسيح على بكارة إبنته التي هتكتها الوحوش. فتتوالى بيانات الإدانة القحتية من أحزابها وكبار مسؤوليها متضامنة مع الأب في محنته، متهمة الفلول بارتكاب الموبقات. ولكن، حالا، واذا بالحقيقة تظهر وتتكشف أن البنت عاشقة بين ذراعي عشيقها يمارسان الحرية الشخصية التي فجرتها قحت ومستشارية النوع، والحكومة و أبوها احد قادتها. وما الأب المفجوع إلا ممثل كبير يتاجر بشرفه عله يكسب به سياسيا، ما فشل أن يناله في مضمار التنافس السياسي الشريف أو غير الشريف. ومن لا يحفظ شرفه الخاص فهو غير جدير بشرف الأمة. ومن باع شرفه وعرضه فهو لشرف الأمة أبيع واضيع.
6/ لاول مره في التاريخ يجد السودانيون أن أمريكا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا والأمم المتحدة و خبراءها وكبريات القنوات والصحف والوكالات، كلها تتوحد في حالة نادرة من التاريخ، ضد إدانة وإثبات تورط الأمارات في دعم المليشيا المجرمة. بينما صدمة السودانيين الكبرى كانت من كبار رجال حكومتهم حميدتي المقبور. حمدوك ومناع والفكي والبرمة والسلك والعرمان ، كلهم تباروا في الدفاع عن الامارات وشن الهجوم على جيش وطنهم وقيادته وعلى المقاومة الشعبية وقادتها، بتهمة معاداة دولة الأمارات الشقيقة؟؟ أنها الدراهم وأنه بيع الوطن وموت الضمير والجلد (التخين) الذي لا يأبه بحال أهله وعشيرته ووطنه. انه انعدام الكرامة وموت الضمير وبيع الوطن كما فعلوا بأعراضهم.
7/ لأول مرة في التاريخ السوداني، يتحول قادة الرأي والاستنارة والحقوق إلى مهرجين ومضللين وكذابين و بهلوانيين و ابتزازيين، تماما كما حدث لقادة الأحزاب القحتية، حين قال وجديهم: نشتت 12 مليار دولار في الصرافات ليتزوج بها الناس. وقالت وزيرتهم: عثرنا على 90 مليار دولار في المدينة الرياضية مخبأة تحت الأرض. وقال عضو السيادي تاور: عثرنا على 100 مليار دولار. وقال عصمتهم: عثرنا على 64 مليار دولار مهربة في البنوك الماليزية ووضعنا يدنا عليها لإستعادتها. وقال آخر عثرنا على خزائن لا تفتح إلا ببصمة العين. … الخ. هياج وكذب نشاز وشاذ بلا حياء ولا معقولية ولا مراعاة لشيء من المصداقية، حتى أطلق الشعب علي كذبهم مصطلح: (السواقة بالخلاء.)
8/ لأول مرة في التاريخ يفجع السودانيون على صوت البكاء والنحيب لشاهد الملك في بلاغ تتبناه الحكومة السودانية وتستخدم قوتها وعنفها وأجهزتها لإجبار شخص ضعيف مهزوز مقهور. تستقل انكساره أمام ديونه، وتجبره على أن يؤدي دور شاهد الملك زورا، لتلفيق التهم ضد الخصوم السياسيين. لاحقا إنهار ذلك الشاهد أمام القاضي وذرف دموع الندم و تحدث بيقظة الضمير وبدعاء والدته عليه وتبرءُ زوجته وأهله منه. موضحا أنه تعرض إلى ابتزاز كبير وضغط قاسي و أوامر و تهديد بإلزامية أن يشهد زورا، بما تمليه عليه قيادات قحت الحكومية ضد عدد 15 من المتهمين الأبرياء، لتلفيق التهم عليهم وعقوبتها الإعدام. أصدر القاضي قرار براءتهم .
9/ لأول مرة في التاريخ يفجع السودانيون بقيادات الدولة تقود خطاب الكراهية والشيطنة والكذب ضد شعبها وتستخدم النيابة العامة والشرطة والإعلام ، كأداة تنتقم بها وتصفى بها حساباتها السياسية ولكن النتيجة كانت تمزيق النسيج الإجتماعي و هتك الاعراض وتدمير القيم. فقد رأينا المسؤول الرسمي يصور زوجة الرئيس السابق وهي مريضة تتلقى العلاج بالمستشفى. ورأينا الطالب يعتدى على أستاذه في الجامعة بالسب والشتائم. ورأينا الشباب يعتدون على كبار السن بالضرب والاهانات، وهم مجتمعون يتناقشون في قضايا الحصاد في الحصاحيصا، كما تعدوا عليهم وهم يفطرون بعد الصيام في عطبرة. بل رأينا الدولة نفسها تعتدى بالبمبان وبالضرب على المصلين الصائمين أثناء صلاة المغرب. سمعنا الوالية وهي تولول وتحرض الشباب على فبركة البلاغات بلا دليل، وسمعنا الوزير يشرح للشباب كيفية انشاء الحسابات الوهمية لنشر الاشاعات، ويخبرهم عن افضل الطرق في تضليل القضاء حتى لا يتمكن منهم. وسمعنا الوالية تتوعد بفصل الموظفين وان كانت إجراءات تعينهم سليمة. وسمعنا المسؤول الكبير يتوعد المواطنين بزفهم إلى المقابر وهو نفسه يهددهم ويمنعهم من حق التظاهر ضد الحكومة.
10/ لأول مرة في تاريخ السودان. تمر به حكومة ولمدة خمس سنوات عجاف . لا تهتم بالاقتصاد ولا بالتعليم ولا بالصحة ولا تقدم ميزانية ولا تقرير المراجع العام ولا يتخرج طالب وتغلق المستشفيات في وجه المرضى من المواطنين و يبيت الناس بالايام والليالي الطويلة في صفوف الخبز والغاز والبنزين و تنشأ صفوف لم يعرفها العالم كله وهي صفوف المحاليل الوريدية، ويموت الناس وهم يتنقلون داخل السيارات بحثا عن مستشفى تفتح بابها لهم بغض النظر عن إمكانية العلاج فيها. لأول مرة تترك الحكومة السودانية كل ذلك جانبا وتتفرغ تفرغا كاملا بكل طاقتها و جبروتها و إمكاناتها، فقط لتصفية الحسابات السياسية ابتداء بالوزراء السابقين و وكلاء الوزارات و مدراء الإدارات والوحدات والمؤسسات والأقسام ومدراء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام العلمية وصغار الموظفين والمواطنين العاديين والمعاشيين والمزارعين والتجار …الخ وكل طوائف المجتمع. حتى بلغ ضحاياها الآلاف.
خاتمة
هذا حصاد الذل والخضوع والإهانة وإمتهان الكرامة و الغباء والعمالة و البؤس القحتي. ظواهر فريدة لم يسجل التاريخ مطلقا مثلها ولم تجتمع لأحد في العالمين غير قحت. ولذلك قال المجتمع السوداني فيهم كلمته. لم يستطيع أحد من قادتهم مخاطبة اي تجمع من عامة السودانيين أو حتى التجول في شوارع المدن العالمية المختلفة. فقد شيعتهم لعنات السودانيين وشتائمهم واتهامهم بالعمالة و تهمة الجناح السياسي للجنجويد. لم يجدوا مكانا بين شعبهم وأهلهم فهربوا جميعا إلى دولة الإمارات تنفق عليهم وتوظفهم وتقتل أهلهم ولا يستطيع أحدهم فعل شيء غير الذي تأمرهم به .