تعقيبا على مخاطبة سعادة السفير
تابعت بأهتمام بالغ مثلي و مثل كل ابناء بلادي جلسة الامم المتحدة المنعقدة للاستماع لشكوى السودان ضد دويلة الامارات و تورطها في حرب السودان ، و دعمها للتمرد فيه ، و التي صال فيها و جال رئيس البعثة ممثل السودان في الامم المتحدة سعادة السفير ( الحارث ادريس ) ..
و لان هيبة الشجعان ترعب جيوش الجبناء ، فقد جاءت كلمة سعادة السفير ، قوية بالحق تصدح و بالمواقف تتمسك ، لا يهادن و لا يساوم ، مؤكدا أنّ أبناء الوطن قادرين على الدفاع عنه و إنتزاع حقوقه لا يهابون لومة لائم و أن هذه الحرب و رغم بشاعتها و ضررها إلا أنها لم تزدنا إلا منعة و قوة و صلابة و رباطة جأش ، و اكدت أننا عزيمة لا تكسر ، أبطالا لا نباع و لا نشترى ، ارادتنا تتحدى الظروف و تقهر الصعاب ، فلا دويلة الشر و لا من يقف خلفها بإستطاعته أن ينال من السودان و ارضه و مواطنه و لو انفقت الامارات ملء الارض ذهبا و لو اشترت ذمم كل مرتزقة الارض جميعا ..
اخبروا العالم أننا كغلام الأخدود ، حرقوا أهله فما وهن ، و قتلوا شعبه فما حزن و حرموه من محبيه فما شعر بالجوى و الوهن ، و ساوموه فما تنازل ، و أخافوه فما تراجع ، و هددوه فما خضع ، وشقوا الأرض أخدوداً أمامه فما جفل ، وأشعلوا فيه ناراً فما اضطرب ، وحدوا لرقبته سيفاً فما توسل ، و أبروا لصدره سهماً فما سكت ، و ألقوه في عرض البحر فما غرق ، و أسقطوه من علٍ فما
قتل ، و صلبوه على جذع شجرةٍ فما خاف ، و بقي يردد على أسماعهم يقينه ، و يقسم لهم أنه بضعفه قوي ، و بدمه منتصر ، وبأهله ناجٍ و إلى أرضه عائد ، و أن حقه سيسود و باطلهم سيبور ، و ستبقى رايته إن قتل خفاقة ، وحقه إن غاب حاضراً
خسئتِ دويلة الشر ، فلا عجب من دعمكم المليشيا في حربها فانتم بها أشبه ، و الخيانة قاسما بينكم ، فلم تكن دويلتكم سوى خيم و أعراب و أبل و رعاة حتى مددناكم بخيرة ابناءنا ممن صنعوا تاريخكم و جعلوا لكم مكانا في خارطة العالم ..
فحينما كان السودان يؤسس الاتحاد الافريقي كان زائد ( الأب ) يستحم ببول البعير تبركا ، إنّ كنتم نسيتم او تناسيتم يا ابناء زايد نذكركم .. المهندس كمال حمزة مؤسس البنى التحتية و العمرانية في دبي ، و سعادة المستشار صالح فرح كاتب دستور الامارات ، و بروفسير علي إبراهيم شمو اول وكيل لوزارة الاعلام ، و المهندس السني بانقا اول اول رئيس لبلدية ابو ظبي ، غيرهم كثر ممن لا نستطيع إحصائهم و عدهم ..
عندما تحدث سعادة السفير ( الحارث ) بتلك اللهجة و النبرة ، كان يجسد شموخ و عزة و كبرياء و عزيمة هذا الشعب الأبيّ ، فقد تحدث بلساننا جميعا ، معبرا عما اصاب بلادنا و إنسانها من جراء تلك الدولة و التي امعنت التدخل في شأننا الداخلي و التي ارادت ان تفتت مجتمعنا و التخلص من جيشنا الباسل و استهداف أمننا الوطني ، و اغراق بلادنا في بحور دم و تدمير و اعتداء على المؤسسات ، عبر ( الحارث ) عن غضبنا حيال هذا الدور المخزي و الظالم الذي جر بلادنا في أتون و متاهات هذه الحرب الكؤود …
نحن لا يعنينا تجريمكم من قبل العالم منظمات حقوقية كانت او هيئات رسمية ، بقدر ما يعنينا ان نحتفظ لانفسنا بحق الرد عليكم و رفع ظلمكم عنا ..
و اعلموا اننا كطائر الفينيق نولد من تحت الرماد و السنة اللهب ،
فمن بعد هذا الدمار سينهض السودان شامخا عزيزا ليتبوأ مكانه بين مصاف الدول ، سينهض عملاق إفريقيا ، قويا متعافيا ، فان أفلحتم في تأخير هذا اليوم و لكنكم لا تستطيعون إيقافنا ابدا ..
و برغم تكالبكم علينا و مرتزقتكم و من اشتريتم من ذمم و شعوب و دول سنظل ثابتون لا نستسلم و لا نلين و لا نخضع و لا نصمت و لا نركع
و سننتصر و سننهض و سنعود و سنثأر ..
و لا فض فوك ، ( الحارث ) ..
فالقول قول الصوارم حتى تسترد المظالم