دعا برنامج الأغذية العالمي إلى ضرورة تأمين مرور القوافل الإنسانية إلى المناطق التي تعاني من نقص حاد في المساعدات منذ بداية النزاع في السودان، مع التركيز على معسكر زمزم، حيث تم تأكيد حدوث مجاعة في أغسطس الماضي.
وفي مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن انطلاق ثلاث قوافل تحمل مساعدات غذائية وتغذوية إلى مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، بالإضافة إلى كادوقلي في جنوب كردفان، وهي المرة الأولى التي تصل فيها هذه المساعدات منذ عدة أشهر.
وأشار البرنامج إلى أن الشاحنات المتوجهة إلى جنوب كردفان ستقدم المساعدات لنحو 10 آلاف شخص، بينما ستوفر الشاحنات المتجهة إلى زمزم المساعدات لنحو 40 ألف شخص، بما في ذلك المكملات الغذائية اللازمة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة على أهمية تمكين المنظمة وشركائها من تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية بشكل آمن وسريع، باستخدام جميع الوسائل المتاحة، سواء عبر الحدود أو عبر الخطوط الفاصلة، لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في أي مكان.
في سياق متصل، أعربت كليمنتاين نيكويتي سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في السودان، عن ترحيبها بقرار الحكومة السودانية الذي يسمح باستمرار توصيل المساعدات الإنسانية عبر معبر أدري الحدودي من تشاد إلى دارفور لمدة ثلاثة أشهر إضافية.
وأوضحت المنسقة أن معبر أدري يعد شريان حياة حيوياً لمئات الآلاف من الأشخاص الضعفاء في مختلف أنحاء السودان، وخاصة في دارفور.
وأشارت إلى أن استمرار فتح المعبر سيمكن العاملين في المجال الإنساني من تقديم الإمدادات الغذائية العاجلة والأدوية والمأوى، مما يسهم في إنقاذ حياة العديد من الجوعى والأمهات والأطفال والمرضى الذين يحتاجون بشدة إلى المساعدة.
منذ استئناف العمل في معبر أدري في منتصف أغسطس، تمكنت 377 شاحنة مساعدات على الأقل من عبور الحدود من تشاد إلى السودان، محملة بإمدادات تكفي لتلبية احتياجات حوالي 1.4 مليون شخص.
وأكدت المنسقة الأممية على أهمية زيادة التمويل اللازم لضمان استمرار العمليات الإنسانية عبر معبر أدري، بالإضافة إلى توسيع الجهود الرامية للوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا.
حتى الآن، لم يتم تمويل النداء الإنساني للسودان لعام 2024، والذي يقدر بحوالي 2.7 مليار دولار، سوى بنسبة 57% فقط، مما يثير القلق بشأن قدرة المنظمات الإنسانية على تلبية احتياجات السكان المتضررين.