أفاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بأنه ستنطلق ثلاث قوافل تحمل مساعدات غذائية وتغذوية أساسية إلى مخيم زمزم في شمال دارفور وكادقلي في جنوب كردفان، وذلك للمرة الأولى منذ عدة أشهر.
دعا إلى إنشاء ممر آمن لقوافل المساعدات الإنسانية الضرورية هذه إلى المناطق التي فقدت الدعم بشكل كبير منذ بداية النزاع، وخصوصًا إلى زمزم حيث تم التأكيد على وقوع مجاعة في أغسطس.
وأضاف: “يجب أن تصل جميع هذه القوافل إلى مقاصدها بسرعة وأمان.” قال ممثل برنامج الأغذية العالمي ومديره القطري في السودان، إيدي رو: “إنهم يقدمون المساعدات للعائلات المحتاجة التي تواجه صعوبات للبقاء، ولا يجب أن يكونوا هدفًا أبداً”. وأشار إلى أن تأمين تسليم هذه المساعدات الأساسية سيكون خطوة أولى حاسمة في توسيع نطاق الوصول وزيادة المساعدات ومنع تفشي المجاعة.
ستقطع شاحنات المساعدات التابعة لبرنامج الأغذية العالمي مسافة تصل إلى 1500 كيلومتر عبر خطوط الصراع الأمامية وعبر العشرات من نقاط التفتيش والتضاريس الصعبة قبل أن تصل إلى وجهاتها النهائية.
عبرت القافلة الأولى الحدود الحرجة عند أدري من تشاد إلى دارفور يوم السبت 9 نوفمبر، متوجهة إلى مخيم زمزم للنازحين، حاملة مساعدات لـ 12,500 شخص. أعلنت حكومة السودان يوم الأربعاء أن ممر أدري الحيوي سيستمر في العمل لمدة ثلاثة أشهر إضافية لإيصال المساعدات الإنسانية. رحب البرنامج بقرار إبقاء ممر أدري مفتوحاً، حيث أشار رو إلى أنه “يعتبر شريان حياة حيوياً لتوفير المساعدة العاجلة للعائلات المحتاجة في منطقة دارفور، ويمكّننا من زيادة نطاق المساعدة لملايين من الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة”.
غادرت قافلتان إضافيتان من برنامج الأغذية العالمي مدينة بورتسودان في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، حيث كانت إحداهما متجهة إلى مخيم زمزم في شمال دارفور محملة بمساعدات لـ 27,400 شخص، تشمل مكملات غذائية للأطفال الذين يواجهون مشاكل في التغذية. نفدت المواد الغذائية في مخيم زمزم، حيث تم تسجيل حالات وفاة للأطفال نتيجة سوء التغذية، الشهر الماضي. بينما تتجه القافلة الأخرى نحو كادقلي في جنوب كردفان محملة بالمساعدات لـ 10,000 شخص.
أكد البرنامج: “نحن نعمل دون توقف لضمان استمرار تدفق المساعدات إلى المجتمعات في مختلف أنحاء السودان، رغم مواجهة واحدة من أخطر وأصعب بيئات العمل في العالم اليوم”.
قال رو: “يتعين على جميع الأطراف والمجموعات المسلحة الالتزام بالتزاماتها وفقاً للقانون الإنساني الدولي وضمان تسليم هذه المساعدة بشكل آمن”. قد تؤدي الحرب في السودان إلى حدوث أزمة جوع غير مسبوقة إذا استمر تصاعد القتال وظلت قيود الوصول للمساعدات الإنسانية قائمة.
وحتى الآن في هذا العام، قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدة عاجلة لسبعة ملايين شخص، إلا أن هناك حاجة لمزيد من الدعم لتلبية المستويات القياسية للاحتياجات في واحدة من أكبر أزمات الجوع على مستوى العالم. يعتبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أكبر منظمة إنسانية على مستوى العالم، حيث يعمل على إنقاذ الأرواح في حالات الطوارئ ويستفيد من المساعدات الغذائية لبناء مسار نحو السلام والاستقرار والازدهار للأفراد الذين يتعافون من الصراعات والكوارث وتأثيرات تغير المناخ.